الجمعة، 10 يناير 2014

الإنترنت سلاح ذو حدين



الإنترنت سلاح ذو حدين





قدمة :
 تقدم لنا التكنولوجيا كل يوم شيئاً جديداً من ابتكارات واختراعات متماشيةً بذلك مع الواقع المعيش وما يحدث فيه من تطورات في كافة المجالات ، ولعل آخر ما قدمتها التكنولوجيا من وسائلها المتطورة ما يطلق عليها  بشبكة الإنترنت التي انتشرت انتشار النار في الهشيم ، لدرجة أضحت الإنترنت حديث كل الأنام  ، وموضوع كل لسان ، ولكن هناك سؤال يفرض نفسه وإن لم تجد الكل يتساءل عنه ألا وهـو كيف نشأت بذرة الإنترنت ومتى كان مـوعد ولادتها وخروجها للعالم لتقتحم علينا حياتنا وتفرض نفسها بقوة ؟؟

نشأة الإنترنت و تطورها :
لقد نشأت بذرة الإنترنت في أوائل الستينيات نتيجةً للتنافس القائم بين روسيا وأمريكا ، فلقد  خشيت وزارة الدفاع الأمريكية أن تؤدي الهجوم بالأسلحة النووية على إحدى مدنها إلى انقطاع قنوات الاتصال بين مراكز الحاسب الحربية ، ومن أجل ربط المراكز بعضها ببعض قامت وكالة الأبحاث المتقدمة للدفاع بإجراء العديد من الأبحاث لإنشاء أول شبكة حاسبات موزعة سميت بـ ( أربانت ) وكان ذلك في عام 1969م ، و بدايةً كانت مكونة من ثلاثة أجهزة مرتبطة بجهاز ( يونكس ) ، ثم انقسمت الشبكة إلى قسمين ، و ذلك بعد ازدياد الجهات الأكاديمية والبحثية المشتركة فيها ، فالقسم الأول يخدم القطاعات العسكرية ويسمى ( ميلنت ) ، أما الآخر احتفظ باسمه الأول ليخدم القطاعات العامة والأكاديمية والبحثية .
وفي نهاية الثمانييات دخلت الجامعات الأمريكية في الشبكة وتلتها دخول المؤسسات والوكالات الأمريكية ، ومع بداية التسعينيات سُمح للقطاعات التجارية الدخول فيها ، فأخذت الشبكة في النمو حتى تطبعت بطابعٍ عالمي بعد أن أتسعت لتشمل الآفاق الرحيبة .
تعريف الإنترنت :
إن أبسط تعريف يمكن أن نعرف به شبكة الإنترنت هي أنها سلسلة من أجهزة الحاسب الآلي الموصولة معاً والتي تتشارك معاً في البيانات والبرمجيات نفسها .
ولقد بينت الإحصائيات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد المشتركين في شبكة الإنترنت ومازال العدد في ازدياد مستمر نظراً لأهمية هذه الشبكة وما تقدمها من خدمات جليلة .
أهمية الإنترنت :
تكمن أهمية الإنترنت الكبرى في إنه يقوم مقام ثلاثة أجهزة في آنٍ واحدٍ ، فهو يجمع بين وسائل الإعلام بكافة صورها : المرئية ، المسموعة والمقروءة ، فيمكنك سماع المذياع ومشاهدة التلفاز وقراءة الصحف والمجلات بل ، و يقوم مقام الهاتف فيمكنك مخاطبة شخص ما في أي مكان في العالم صوتاً وصورة من خلال نظام التحدث المعروف بـ " تشات Tach " ، ويمكنك متابعة محاضرة ما في أي دولة صوتاً وصورةً عبر النقل المباشر للشبكة  ، و الدخول في مناقشات وحوارات لإبداء رأيك في قضية أو مشكلة حائرٌ صاحبها طُرحت على الشبكة والباب مفتوح على مصراعيه لمن يريد المساهمة في حل مشكلته مبدياً رأيه .
فرضت الإنترنت نفسها في جميع المجالات لما لها من مزايا ، أهمها السرعة العالية والدقة المتناهية في جمع المعلومات والبيانات ، فنجد لهذه الشبكة  يداً في مجال التعليم والبريد ودور النشر ، بل اقتحمت عالم التجارة .
الجديد و نظرتنا إليه :
نحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح على العالم أجمع بلا حدود و لا قيود ، وعصرنا يشهد تطوراً سريعاً في الثورة المعلوماتية والمعرفية ، لذا نجد الكل يسعى نحو التطور إلى الأفضل ، لكن الخوف يظل كامناً من الغد و من تبعات هذه الشبكة .
 حيث نجد إن  العوام يختلفون في طرق الاستفادة من هذا الجديد المتطور ، فقد تعود الطريقة بحسب استغلالها بالنفع أو بالضرر على الفرد والاجتماع ، بلا ريب أن لكل جديد ومتطور يدخل عالَمنا سلبياتٍ وإيجابياتٍ ، خاصة إذا كانت قادمة من بلاد العم سام ، و وافدة علينا من الغرب الحاقد ، بينما عصرنا الذي نعيش فيه يحتم علينا مواكبة كل ما هو جديد وما تطرأ على الساحة العالمية من تطورات تكنولوجية في أي مجال ، وبالطبع لا يمكننا أخذ كل ما تتقاذقه الغربية من قنابلها علينا ، بل علينا أن ننظر بتمعن إلى الجديد قبل أن نأخذ ما ينفعنا منه على ألا يخالف قيمنا الدينية ومتطلباتنا الاجتماعية ، وهذه النظرة تتطلب منا الدقة والتبصر في الاختيار الصحيح وبعقلية واعية لكل ما يتوافد علينا من الغرب ، وما ينهال علينا من حضارتهم الخادعة ، فعلينا ألا ننبهر بكل غربي دخيل على حياتنا ، فمعظم ما جاءنا وأخذنا منهم أثرّ على مستقبل الأمة الموعودة  تأثيراً معاكساً ، و الغاية من ذلك كله حيّونة حياة هذه الأمة المسلمة ، لنعيش مثلما يعيشون هم .. حياة البهائم بل هم أشد بهيمية من البهائم وأضلُ سبيلاً ( بل هم كالأنعام بل أضل سبيلا ) .
الإنترنت سلاح ذو حدين :  
نحن نعيش في عصر العولمة والانفتاح على العالم أجمع بلا حدود و لا قيود ، وعصرنا يشهد تطوراً سريعاً في الثورة المعلوماتية والمعرفية ، لذا نجد الكل يسعى نحو التطور إلى الأفضل ، لكن الخوف يظل كامناً من الغد و من تبعات هذه الشبكة .
 حيث نجد إن  العوام يختلفون في طرق الاستفادة من هذا الجديد المتطور ، فقد تعود الطريقة بحسب استغلالها بالنفع أو بالضرر على الفرد والاجتماع ، بلا ريب أن لكل جديد ومتطور يدخل عالَمنا سلبياتٍ وإيجابياتٍ ، خاصة إذا كانت قادمة من بلاد العم سام ، و وافدة علينا من الغرب الحاقد ، بينما عصرنا الذي نعيش فيه يحتم علينا مواكبة كل ما هو جديد وما تطرأ على الساحة العالمية من تطورات تكنولوجية في أي مجال ، وبالطبع لا يمكننا أخذ كل ما تتقاذقه الغربية من قنابلها علينا ، بل علينا أن ننظر بتمعن إلى الجديد قبل أن نأخذ ما ينفعنا منه على ألا يخالف قيمنا الدينية ومتطلباتنا الاجتماعية ، وهذه النظرة تتطلب منا الدقة والتبصر في الاختيار الصحيح وبعقلية واعية لكل ما يتوافد علينا من الغرب ، وما ينهال علينا من حضارتهم الخادعة ، فعلينا ألا ننبهر بكل غربي دخيل على حياتنا ، فمعظم ما جاءنا وأخذنا منهم أثرّ على مستقبل الأمة الموعودة  تأثيراً معاكساً ، و الغاية من ذلك كله حيّونة حياة هذه الأمة المسلمة ، لنعيش مثلما يعيشون هم .. حياة البهائم بل هم أشد بهيمية من البهائم وأضلُ سبيلاً ( بل هم كالأنعام بل أضل سبيلا ) .
مازالت الإنترنت بالنسبة إلينا عالماً مليئاً بالغموض والأسرار ، ولم تُسبر أغوارها بعد ، ولا ننكر ما تحمل بين ثناياها من إيجابيات وسلبيات ، ومن منافع ومساوئ قياساً بما تحتوي من مواقع مفيدة نافعة وأخرى ضارة مدمرة ، ومفتاح ذلك كله في يد المستخدم بعينه ، فإن أحسن استخدامه الاستخدام الأمثل حصل له النفع والفائدة ، وإن أساء الاستغلال وقع في شَرك الانحراف والتفسخ .
واحتواء الإنترنت على الخبيث والطيب ، الضار و النافع  ، جعل منها  سلاحاً ذا حدين ويتمثل ذلك في بعديها الإيجابي والسلبي ، وتكمن الخطورة القصوى في غياب الدور الرقابي خاصة إنّ الإنترنت عالمٌ مفتوح ، وعالم واسع الأفق يستطيع كل مَن هبَّ ودبَّ الدخول فيه دون قيد أو شرط ، والجزع كل الجزع على جيلٍ لاهٍ عابثٍ يدخل عالم الانحلال من أوسع أبوابه ، ويغوص لأعمق مدى في بحر المجون ، وذلك بدخوله على مواقع مخلة الآداب ، ومنحطة الأخلاق لأسفل دركاتها .

ولنبدأ بالحديث عن إيجابيات الإنترنت ويمكن حصرها في :
ـ سرعة استقبال وإرسال الرسائل البريدية عبر الشبكة من خلال البريد الإلكتروني بحيث لا تتعدى دقائق معدودة .
ـ سهولة إعداد طلبة الجامعة وطلبة الدراسات العليا  أبحاثهم و رسالاتهم العلمية عبر الشبكة من خلال الإطلاع على قائمة أسماء الكتب ، المصادر منها والمراجع دون إضاعة الوقت والجهد سُدى في البحث عن كتب شتى ، و بشكل متخبط في وسط أكوام كثيرة بالمكتبات العامة و البحث المضني عن الضالة ، كما يمكن الإطلاع على الجديد في عالم الكتب والمطبوعات والدخول على مكتبات عالمية كمكتبة الكونغرس الأمريكية _ وهي أكبر مكتبة في العالم حتى الآن _ لاستعراض ما فيها من كتبٍ قيمّـة ، كما يمكن الشراء والتسوق وأنت في المنزل !! ، ففي دقائق قليلة يمكنك شراء ما يحلو لك من أسواق عالمية وفي أي مكان كان  .
كما يمكنك متابعة أي شيء وفي أي مكان بالاستفادة من كاميرات النقل ، فيستطيع التّجار و رجال الأعمال متابعة أعمالهم ، و متابعة ما يدور في مصانعهم وإدارتها عن بُعد ، بل والتحدث مع بعض موظفيهم ، وأيضاً من خلال نفس الخدمة يستطيع الأبوان متابعة ابنهما وهو في الفصل مع زملائه .
مما لاشك فيه أن الفوائد التي نجنيها من الإنترنت جـمّة و كثيرة الزخم ، لا تعد و لا تحصى ، خاصة بعد أن دخلت هذه الشبكة في الكثير من مؤسسات الدولة وقطاعاتها ومرافقها الحكومية .
هذه باختصار بعض إيجابيات الإنترنت والتي قد تعود بالنفع أولاً علينا ، و على مجتمعاتنا ثانياً هذا إذا أحسن المرء استعمالها بالطريقة المُثلى وكما ينبغي .
أما سلبيات الإنترنت فتتمثل فيما تسببها من أخطار و أضرار ناجمة عن الاستعمال السيء والخاطئ لهذه الشبكة ، و التسلل لبعض المواقع المنحلة خلقاً ، والمخلة أدباً ، وغيرها من المواقع التي تدمر ما تمّ بناؤه في السنوات المنصرمة في طرفة عين  ، فهي قد تدمر الدين ، الخُلق ، الفرد ، الاقتصاد ، وبالتالي تدمر الاجتماع شر تدمير ..
فالإنترنت دمارٌ للدين لا سيما بعد ظهور مواقع تهدد ديننا الحنيف وترسم له صورة مشوهة ، بعيدة كل البعد عن حقيقته الساطعة ، حيث تبث سمومها القاتلة من خلال نشر أفكار مضللة ، وأباطيل زاهقة تدعو إلى الشِرك بالله تعالى ، و النيل من الرسالة المحمدية في محاولة منها لتشويه الحقائق الثابتة ، وتزييف الوقائع الراسخة ، بل تحاول أن تصوّر الإسلام بصورة مغايرة تماماً ، فتصفه بأنه دين منتشر بقوة السلاح  لا بقوة الحجة و المنطق ، وتاريخه تاريخ دموي مسفوك بدماء الأبرياء كل ذلك من أجل الحطّ من منزلة هذا الدين العظيم ، كل ذلك بغضاً وبغياً على الحق وأهله ، كما نشرت بعض تلك المواقع سوراً قرآنية محرّفة ، ويقول أصحابها : هي من عند الله ، ليشتروا بها ثمناً قليلاً .. كلّت ألسنتهم ، وألجمت أفواههم بلجام النار بعد أن أفترت ظلماً و جوراً ، و بعدت عن قول الحق ، كل ذلك كذباً وإفتراءً على الله تعالى شأنه وعظم قدره .
لقد ظهرت مواقع لفرق ضالة تتدعي أنها الدين الحق ، وبثت سمومها الفتّاكة بين الشباب المسلم ، وزرعت في نفوسهم المتضعضعة أفكاراً هدّامة ومبادئ خاطئة عن الإسلام ، سعت لذلك تخريباً لعقائدهم الصحيحة ، وتدميراً لنفوسهم الضعيفة ، لتبتعد عن مسار الدين القويم والصراط المستقيم بإلقاء الشك والريب فيها ، ونتائج ذلك وخيمة الأثر على مستقبل الإسلام و أهله ، و لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ظهرت فرقٌ هي أضلُ من الفرق السابقة تدعو إلى عبادة الشيطان الرجيم ، ففتحت أبواباً للانحلال بإباحة المحرمات وممارسة الموبقات علناً و جهراً ... ليندمج معهم الشباب المسلم ويغرق في بحر المجون فيكون بمنأى عن دينه ، و يسهل القضاء بعدها على الإسلام .. الشوكة القاصمة لظهور الأعداء التي ما تزال مغروسةً في أكبادهم النازفة حقداً وبغضاً للإسلام والمسلمين منذ مهده ، وهذه الفرق سائرة على نهج اليهود ، عاملة بمبدأ ( فَرِق تَسُد ) ، فهي تبث روح الفُرقة ، و تزرع بذور الشتات بين المسلمين أنفسهم حتى لا يتوحد جمعهم من جديد و تحت لواء واحد ، و العدو لا يخشى إلا من الوحدة و تعاظم قوتهم في صف واحد  ، لذلك يعمل على عدم تحقيق وحدتهم بشتى الطرق والوسائل  ، ومنها تدمير الخُلق بكافة السُبل ، وإن كان عن طريق الإنترنت ، فلم يقف اليهود مثلنا مكتوفي اليد ، بل يسعى لتحقيق مراميه والجهاد في سبيل ما يؤمن به وإن كان مستحيلاً ، فبالعمل الدؤوب يصبح المستحيل سهل المنال ، وتجد الأفكار المستحيلة طريقها نحو واقع ملموس ، وهذا ما يثبته لنا اليهود يوماً بيوم ، فقد كان شعباً لا مقامَ لهم ، فغدا اليوم قوةً تمسك بزمام العالم أجمع ، فالعالم كله رهن اليهود وتحت يديه ، وللأسف يتلاعب بنا اليهود تلاعب الريح باللهيب ، فبات يرسم لنا طرقاً وعرة لنسير فيها ..فنسير ونحن مغمضو الأعين ..  و المشكلة أننا نتبعهم في ذلك و نفذ خططاهم بحذافيرها و نحن نائمون ... و لا نعرف حقيقة هذه التبعية إلا بعد فوات الأوان ....... و احسرتاه على أمةٍ ضلّت طريقها ، وباعت دينها ، فما الهلاك إلا سبيلها والفناء مصيرها .
فقد تلعب الإنترنت دوراً خطيراً في دمار الخُلق وانحطاط القيم ، وذلك بعد ظهور مواقع إباحية كثيرة ، تروج الفواحش و تجعلها في متناول الجميع  من خلال مواقع جنسية ، تهدف لإثارة الشهوات بين الشباب وتسهيل موادها ،  فتفتح بذلك طرقاً معبدة للرذائل بنشر صور فاضحة في قمة القذارة والخلاعة لعراة همها المادة ـ جمع المال ـ المادة التي جعلت منه بهيمةً تُباع وتُشترى في سوق الجنس والعُرى ، بل و ظهرت مواقع تدعو للشذوذ الجنسي وممارسة الزنى حتى مع البهائم والعجماوات ، وما يُبث يثير الاشمئزاز في النفس السوية التي لا تقبل بطبيعتها السليمة  سلوك طريق التفسخ والانحلال ، ومن خلف تلك المواقع نجد بصماتٍ يهودية خططت و دبرت لتحط من خُلق المسلمين وتلوثها بوحل الحضارة النتنة ، جارفة بالمجتمع نحو الحضيض ... مصيرنا إلى ذلك بعد خلع الأبناء لباس الدين وثوب الخلق .
ووجدت ثُلة فاسدة من الإنترنت وسيلةً فعّالة لمزاولة هوايتها في السب وقذف الناس بهتاناً وزوراً و بألفاظٍ بذيئة في غاية الانحلال الخُلقي ، وذلك من خلال الصفحات الحوارية التي أُعدت من أجل تعلم فن الحوار والمناقشة الموضوعية الهادفة ، وانتشرت في مجتمعاتنا العربية بعض الصور التي لا تتناسب و قيمنا وعاداتنا أخطرها ظاهرة الغزل الإلكتروني وتبادل الصور بين الشباب والشابات ، والخوف من تطور تلك العلاقة إلى ما لا يُحمد عقباه ، فقد تسير نحو الأسوأ باتخاذها شكلاً غير شرعي أو خلقي ، وهذا يفتح مجالاً كبيراً أمام شبابنا لتقليد الغرب في علاقاتهم الغرامية ، فتتسع هوة الانحراف في مجتمعاتنا ليهوي فيها شبابنا الواحد تلو الآخر في هوة الانحراف و الفساد  .
 
 
قد تكون الإنترنت دماراً للنفس البشرية بما تسببه من أضرارٍ نفسية و بدنية وعقلية خاصة إذا أدمن المرء على الإنترنت بالجلوس الطويل أمام الشبكة يتسكع بين مواقعها ، ويعبث بما فيها خبطاً وعشوائية ، دون هدفٍ أو غاية ، لا شك إن للإدمان عموماً آثاراً جانبية ، ومدمن الإنترنت يعاني من بعض الآثار التي تُسبب له عُقداً نفسية هو في غنىً عنها ، حيث تبعده الإنترنت عن الجو الأسري والاندماج فيه ، فيعيش عالمه الخاص به ، ويجد نفسه سابحاً في عالم الخيال بعيداً عن الواقع وتعقيداته ، يتقوقع حول نفسه ليعيش حالة من الانطواء والانعزال ، وهذا ما يؤثر عليه سلباً في المستقبل القريب بظهور انحرافاتٍ غير سوية في شخصيته و سلوكه ، وبالفعل ظهرت نتيجة لذلك بعض العيادات النفسية الخاصة لمعالجة الإدمان الإنترنتي  في الدول المتقدمة ، وظهرت بعض المواقع هدفها تشتيت العقل البشري من خلال ما تعرضه على صفحاتها .
أما التأثير السلبي للإنترنت بدنياً فيكمن في تعاطي المخدرات .. السموم القاتلة التي تفتك بالجسد بل وتدمر خلايا الدماغ لتدفع بالمدمن نحو الجنون أو الموت ببطء ، فأصبحت الإنترنت وسيلة ترويجية و دعائية لبعض المنتوجات العالمية خاصة المُسكِرات والمخدرات ، حيث تُرّوج بطرق جذابة تثير الجميع حتى الأطفال والمراهقين  الذين تدفعهم حب المغامرة والتقليد إلى خوض غمار التجريب .. تجريب كل جديد وغريب في عالمهم الصغير ، فتقضي المخدرات على غُرّة شبابهم التي لم تولد بعد في نفوسهم الغضّة الطريّة .
لم تقتصر بعض المواقع على نشر أسباب الموت البطيء بترويج السموم فحسب ، بل ظهرت مواقع تنشر الموت السريع  باسم الانتحار ، وذلك بتشجيع كل مَن تسلل الإحباط والاكتئاب إلى نفسه المتزعزعة للتخلص من شقائه بقتل نفسه التي حرّم الله تعالى قتلها إلا بالحق المبين ، في دعوة جهرية  معنونة بـ ( اقتل نفسك بنفسك ) لتشهد نفسه بعد القتل عالماً آخر حيث السعادة الحقيقية تنتظر الأشقياء في هذا العالم الكئيب ، فتبيع تلك المواقع الوهم للضائعين المكئتبين برسمها لطريق الأحلام الكامن خلف الانتحار ، وقامت مواقع أخرى بشرح طرق انتحار مختلفة بالتفصيل ، وعنونت صفحتها بـ ( 15 طريقة رائعة لقتل النفس ) وكما يحلو لك ، لكن تشرط على المُقدِم على الانتحار ترك رسالة لأهله ذاكراً سبب انتحاره ، بل و تحذره بعدم إبلاغ أحد لئلا  تفشل خطته الانتحارية والتي اختارها بنفسه ، فتكون بذلك يد الموقع نظيفة وبريئة عن هذه الجريمة النكراء مع أنه المحرض الأول والأخير لها ، ولقد سمعنا بحوادثَ كثيرة لفها الغموض والإبهام ، قُتل ضحاياها أمام أجهزة الحاسب دون ترك أي أثرٍ يدل على الجاني ، فكأنما أصبحت الإنترنت أداةَ قتلٍ عن بُـعد .
 كما أحدثت الإنترنت أضراراً اقتصادية فادحة أثرت بالتالي على الاقتصاد العالمي ، فاضطربت ميزانيات بعض الدول لسوء استغلال الإنترنت ، فقد حدثت سرقات كبرى تُقدر بملايين الدولارات من أرصدة البنوك والمصارف العالمية ، و تمّ  اختلاس مبالغ طائلة من أصحاب النفوذ وذوي الأملاك بعد اكتشاف أرقامهم السرية .. كل ذلك عن طريق شبكة الإنترنت .
وظهور الفيروسات المدمرة لبرامج الكمبيوتر أحدث خسائر مالية  أرهق الاقتصاد العالمي و شلّه  ، ومن أشهر هذه الفيروسات فيروس الحب الذي أثار ضجة إعلامية واسعة النطاق شملت أنحاء العالم ، مما جعلت سلطات دولية تبحث عن باعث هذا الفيروس المدمر لمعاقبته بعد إثارته الرعب والهلع في نفوس العوام ، وإضراره بالاقتصاد العالمي ، ولم يقف الأمر عند هذا الفيروس بل ظهرت فيروساتٍ أخرى مماثلة التدمير والفتك أشد خطراً من فيروس الحب .
 
أُستغلت الإنترنت وسيلة للخداع و الغش فقد  حدا بالبعض إلى خداع الناس و سرقة أموالهم عن طريق مواقع تبيع شهادات جامعية وهمية في مقابل دفع أموال كقيمة لرسوم الأشتراك ولا أحد يدري ما حقيقة تلك الجامعات الوهمية وماهي أهدفها من وراء ذلك  ؟؟؟.
كما  استغل مهربو المخدرات هذه الشبكة لتبيض أموالهم وكذلك استخدم الأرهابيون الشبكة للتحدث عن تفاصيل دقيقة لعمليات خطيرة ونتج تجسس تجاري عند الدخول لأنظمة الشركات الكبرى .
هذه الأخطار لا تقف عند هذا الحد فقط بل علينا أن نتوقع الأسوأ فالأسوأ فما زلنا في بداية الطريق ولابد أن نكون على حذر دائم وترقب مستمر لما يحدث من نتائج فادحة تتعلق بالإنترنت.
ولعلنا نتساءل عن الأسباب التي أدت إلى انتشار سلبيات الإنترنت بصورة طغت على مزاياها العديدة .
أخطر تلك الأسباب وأقواها تأثيراً  الأسباب الأسرية و منا :
- انفراط العقد الأسري فعدم ترابط أفراد الأسرة الواحدة ببعضها البعض أدى إلى خلخلة وضعف في التواصل مما أثر بالتالي على المجتمع فانتقل له عدوى الضعف والهوان .
- إشاعة الفساد في المجتمع وذلك بتخلي الأسرة عن دورها ومسئوليتها في تربية النشء كما ينبغي بل تركت الأسرة لأبناءها الحبل على الغارب ، فالأب منشغل بعمله والأم لاهية في زياراتها التي لا تنتهي بينما الأبناء كل منهم يسير على هواه و على ليلاه دون أدنى رقابة أو أي اهتمام يذكر لهؤلاء الأبناء غير الواعين خطر الإنترنت ، فضلاً عن العزلة الاجتماعية و الانطوائية .
- غياب الوازع الديني بين الشباب بعد تأثرهم بمظاهر التغريب ، فنجد البعض ينساق وراء الحضارة الغربية وحيث الحرية المفرطة ذات الأبعاد المدمرة و النتائج الوخيمة .. و حيث التحضر الماجن ذو البريق الزائف أدى ذلك إلى انحراف الكثير نتيجة لحبهم التمرد على المألوف التقليدي ، و كسرهم قواعد المجتمع التي تربوا عليها ، و عدم احترامهم لعاداته و عرفه .
-       حب المعرفة و الاستطلاع و الاطلاع على كل جديد و غريب خاصة لما هو مثير لفضولهم و إعجابهم ، فالإنترنت بدت لهم ظاهرة حضارية جديدة و لا بد من خوض ضمارها الواسع و  غمارها الغامض ... هذا مع غياب الوعي و انجذاب الشباب لكل ما هو ممنوع فكل ممنوع عندهم مرغوب .
-        العيش في وسط أجواء نفسية مضطربة ، فقد تدفع تدفع الضغوط النفسية بالبعض إلى التهور و الاندفاع خاصة إن المراهقين و الشباب يعيشون في تخبط دائم نتيجة لضياع الهُوية أو ما يسمى في علم النفس بأزمة الهُوية ، و التي يمر بها الفرد في محاولة منه لتحديد وضعه و هويته في المجتمع ، و رؤيته للواقع و مدى تقبل الواقع له ، فيبحث عن إجابات مقنعة لنفسه الحائرة فتتقاذفه أمواج الحيرة يمنةً و يسرةً ، و عند ذلك يتنازل عن بعض مبادئه و صفاته بكل سهولة نظراً لغياب الوعي الأسري و الإعلامي ، و يكون بذلك فريسة سهلة للانحراف و الضياع .
بعد استعراض تلك الأسباب هناك سؤال مُلّح يطرح نفسه بقوة ألا و هو :
كيف نحمي الجيل القادم – فلذات أكبادنا – من مخاطر الإنترنت ؟؟؟؟
 
....... و للموضوع بقية ...
 
نسألكم خير الدعاء
 
 
 
طبعاً المسألة نسبية لا تتم بين ليلة و ضحاها و لا يقوم به أفراد دون تكاتف الكل ، فحماية الجيل يبدأ منذ الصغر فالحل في أيدي الآباء و الأمهات معاً فيقع عليهما عبء تربية النشء تربية دينية سليمة قائمة على أسس ثلاثة :
الأساس الأول : كتاب الله عز و جل .
الأساس الثاني : سنة النبي محمد (ص) الحقة .
الأساس الثالث : السير على خُطى أهل بيته – عليهم السلام - .
و سنتحدث بالتفصيل عن هذه الأسسس في ختام البحث بعنوان ( هذا هو الحل لجميع مشكلاتنا ) و لا ريب أن المسؤولية الكبرى تقع على الآباء و الأمهات في محاولة منهم لفهم للعب دور الرقيب على الأبناء بصورة شبه دائمة ، و عن بُعد حتى لا يشعر الأبناء بهذه الرقابة فيحتالون على الأبوين هرباً من رقابتهما ، و العمل على إلغاء المواقع الإباحية و ذلك من خلال برامج كثيرة تكون أشبه بحواجز وقائية تسمى ببرامج ( التصفية ) التي تمنع الدخول لتلك المواقع القذرة ، و هناك برامج قوية مركبة بالإنترنت المرتبط بالدولة تمنع و تحذف المواقع المحظورة ، كما يمكن تغذية البرنامج بأسماء للمواقع الممنوعة فلا يمكن للأبناء الدخول عليها فهي موضوعة في قائمة المحظورات ، و هناك برامج أخرى و لكنها قاصرة و لا يمكن الوثوق بها لعدم ضمانها الأكيد في المنع .
الاستخدام الأمثل للإنترنت :
نحن كأمة مسلمة علينا أن نستغل هذا الجهاز المتطور لخدمة الإسلام و أ÷له بنشر الإسلام الصحيح و رسالة محمد (ص) و آل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) و يتم ذلك بإنشاء مجلة دينية خاصة بالأسرة المسلمة تناقش فيها كافة المسائل المتعلقة بالأسرة ، و مجلة أخرى للأطفال ذات طابع ديني قصصي ، و من خلال الإنترنت يمكن الدفاع عن قضايا المسلمين خاصة المستضعفين في الأرض من الأقليات المسلمة المضطهدة ، و محاولة نصرتهم قدر الإمكان و نشر الحقائق التي تُخفى عنا لأسباب سياسية فلا تنشرها وسائل الإعلام بصورتها الحقيقية ، كما علينا استغلال الإنترنت للرد علىالشبهات التي تحاول الحط من قدر الإسلام و تقدمه بصورة مغلوطة فعلينا التصدي لها و تفنيد مزاعمهم الكاذبة بالأدلة و البراهين ، كما يمكن الرد على المسائل الشرعية التي تُلتبس على العامة و المساهمة في إيجاد الحلول لمشكلات تطرأ على المجتمع الإسلامي .
كما يمكن متابعة المحاضرات الدينية مباشرة بالصوت و الصورة في بعض المواقع الإسلامية .
ذكر قصص عن المسلمين الجدد من غير العرب يروون فيها قصة إسلامهم و يصفون فيها عظمة الإسلام و سماحته و حلاوة الإيمان و مذاقه المشّهد .
بذلك يمكن أن نجعل من الإنترنت سلاحاً ذا حدٍ واحد و هو النفع منها قدر الإمكان بما يتوافق مع ديننا و مذهبنا .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites